السبت، 15 أكتوبر 2016

بلدة مادما.. استيطان يتهددها وطريق التفافي يخنقها





تعيش بلدة مادما إلى الجنوب من مدينة نابلس واقعا حساسا فرضه عليها جيران السوء الذي استوطنوا أرضها وسرقوها، وزرعوا الرعب قبل أن يزرعوا بيوتهم على جبالها، ونثروا الخوف على طرقاتها وأراضيها، في ظل تمتعهم بعقلية إجرامية لا تعرف إلا الحقد الصهيوني والعجرفة الاحتلالية.

على أراضي القرية الجنوبية أقيمت مستوطنة "ايتسهار" الصهيونية، لتصبح مصدر إرهاب ورعب بحق سكان القرية كما أهالي القرى المجاورة، وتكون جارة السوء التي فرضت نفسها عنوة كما يقول طلعت زيادة رئيس المجلس القروي لبلدة مادما.

مناطق عسكرية

ويقول زيادة في حديثه : "قرية مادما تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة نابلس، والتي تبعد عن مركز المدينة 8 كيلومترات.. الآلاف من دونمات الأراضي الزراعية صودرت لصالح المستوطنة تارة وللطريق الالتفافي والمعروف باسم شارع 60 تارة أخرى".

ويشير إلى أن قريته كانت مصدرا ممتازا للحجر والرخام الفلسطيني الوردي الممتاز قبل أن يشقّ جيش الاحتلال الطريق الاستيطاني، ويردم ويخرّب مقالع الحجر في المنطقة، ويجعل الأراضي المحيطة من الشارع مناطق عسكرية؛ الأمر الذي حرم العشرات من الأسر من دخْلها.

ولم تتوقف معاناة القرية عند هذا الحد  كما يقول زيادة؛ بل عمد الجيش الصهيوني إلى إقامة معسكر كبير له في الناحية الشمالية الغربية من أراضي مادما وبلدة تل، ليساهم هو الآخر في نشر الرعب، فهو يراقب القرية بكل تفاصيلها عبر نقطته العسكرية تلك.

ومع أي حدث أمني أو استنفار صهيوني في قرى جنوب نابلس تتحول بلدة مادما كما يقول زيادة، إلى ثكنة عسكرية؛ حيث تغلق قوات الاحتلال مداخل القرية بالسواتر الترابية وتحديدا منطقة الجسر التي تعدّ الشريان الأهم للقرية، كما تنشر حواجزها الطيارة في شوارعها الفرعية على حد وصفه.

عربدة المستوطنين

وتتعرض أغلب منازل القرية المحاذية للطريق الاستيطاني أو مستوطنة ايتسهار لاعتداءات وعربدة مستمرة من المستوطنين الذين يستغلون حلكة الليل لنشر الرعب والخراب بين الأهالي وممتلكاتهم.

وخسر الكثير من المزارعين خلال السنوات الأخيرة محاصيلهم الزراعية نتيجة حرق المستوطنين أراضيهم، إلى جانب سرقتهم مواشيهم أو منع الرعاة من الوصول إلى أراضي الرعي المحاذية للقرية، والتعرض لهم عبر ضربهم أو إطلاق النار عليهم.

ويحرم سكان القرية من الوصول إلى أحد ينابيع المياه العذبة المحاذية لهم نتيجة قربها من مستوطنة ايتسهار، حيث يحول المستوطنون دون الوصول إليها، بل إنهم لم يكتفوا بذلك بل يرمون القاذورات فيها لتصبح فيما بعد غير صالحة للاستخدام الآدمي، وتوجه أهالي القرية فيما بعد بطلب لاستصلاحها من خلال الارتباط إلا أن جيش الاحتلال يرفض ذلك رفضًا قطعيًّا، كما يقول  زيادة.

ويشير زيادة إلى أن المجلس، ولمواجهة كل هذه الجرائم وفي سبيل تثبيت السكان بأرضهم وممتلكاتهم، بدأ باستصلاح العشرات من الدونمات الزراعية وتشجيع المزارعين على فلاحتها.

وأضاف: "انتهينا مؤخرا من شق 10 كيلومترات من الطرق الزراعية المؤهلة على قمم الجبال المحيطة بالقرية، ووصلنا شبكة الكهرباء والمياه لتلك المناطق، وبذلك قطعنا الطريق على المحتل وقطعان مستوطنيه من مصادرتها".

مواضيع ذات صلة

بلدة مادما.. استيطان يتهددها وطريق التفافي يخنقها
4/ 5
Oleh

إشترك بنشرة المواضيع

.اشترك وكن أول من يعرف بمستجدات المواضيع المطروحة

نشكر لكم مشاركتكم ... سوف يتم نشرها بعد التحقيق