الأحد، 30 أكتوبر 2016

التعليم الالكتروني.. "شقير" على درب "الحروب"





من أمامِ شاشةٍ متصلةٍ بشبكة الانترنت، يقدمُ عبد الرحمن شقير أستاذُ الرياضيات في مدرسةِ ذكورِ الزاوية الثانويةِ للبنين في محافظة سلفيت خلاصةَ تجرِبتِه في التعليمِ الالكتروني لطلبته، بالاشتراكِ مع طلبةٍ آخرين في قرية مجاورة.
أسلوبٌ أسهم في تغييرِ الصورة النمطية لدى الطلبة عن مبحثِ الرياضيات وأثّرَ في زيادةِ تحصيلِهم الدراسي، من خلالِ اتباعِ أساليبَ تعليميةٍ متطورة.. وهو ما أهّلَ المعلمَ شقير للمنافسةِ على جائزةِ أفضلِ معلمٍ في فلسطين.
يقول إنه: "فكر كثيرا في طريقة يقرب بها المنهاج من الطلبة، خاصة أنهم في مرحلة حساسة جدا، وهي الثانوية العامة، ومبحث الرياضيات عليه 30% من العلامة النهائية تقريبا، لذا لا بد من النجاح بل والتفوق فيه من أجل مستقبل أفضل".
يتابع "الأسلوب التقليدي التلقيني لم يعد يأتي بنتيجة، ويبقي الطلبة غير متفاعلين.. فبدأت أفكر بطريقة قريبة من سنهم وطريقة تفكيرهم.. فكان الحل في التعليم الالكتروني، وتوظيف شبكة الانترنت والأجهزة المحمولة الموجودة بين أيدي الطلبة في التعليم".
وفعلا، طور شقير نفسه، وبدأ يستخدم برامج تعليمية في دروسه، إما أنها موجودة بشكل مجاني على شبكة الانترنت أو قام بشرائها على حسابه، وطلب من إدارة مدرسته توفير انترنت سريع وقوي، وشاشة للعرض وأمور أخرى، وهو ما كان.
يتابع "خلال السنوات الماضية بدأ الكل يلاحظ زيادة التحصيل العلمي للطلبة، والعلامات المميزة لهم، إذ بلغت نسبة النجاح العام الماضي في الرياضيات نحو 90%، والعلامات جيدة جدا".
توثيق يومي
يوثقُ شقير درسَه، ما يمكّنُ الطلبةَ من العودةِ اليهِ عبرَ نظامٍ معينٍ ومشاهدتِهِ من جديد، فالذي تغيبَ عن المدرسةِ قسراً لظرفٍ أو إعاقة مثلاً لن يفوتَهُ الدرسُ بعد اليوم.
وعن ذلك يقول: "أقوم بنسخ المحاضرة كاملة، ونشرها عبر عدة صفحات مغلقة ومخصصة فقط للطلبة، وبعضها يكون متاحا للجميع.. ويمكن فعلا لأي طالب في مدرستي أو في أي مدرسة أخرى على مستوى الوطن أن يدخل ويشاهد الدرس كاملا".
ويضيف "هناك طلبة يتغيبون لظروف قاهرة، وكذلك من ذوي الإعاقة قد يجدون صعوبة في الخروج الدائم من بيوتهم، وبعض العائلات التي تشدد على خروج بناتهم .. كل هؤلاء يستفيدون من البرنامج ويتابعون الدروس وكأنهم في الصف".
توظيف الانترنت
كما أن الأستاذ شقير استطاع أن يساعد الطلبة وذويهم على الاستخدام السليم لشبكة الانترنت. يشرح موقفه قائلا: "الانترنت موجود في كل بيت تقريبا، والأجهزة المحمولة المتطورة في متناول الكل أيضا. ولكن الأهالي يخافون من أن يستخدمها أولادهم بطريقة غير صحيحة. لذا عندما يدخل الطالب أمام والده على برنامجي ويراجع دروسه ويتعلم سيكون أمرا إيجابيا".
إمكانيات متاحة
خطوةٌ دفعت إدارةَ المدرسةِ ومديرية التعليم في سلفيت لمنحِ المعلمِ حريةَ العملِ والتنقل، وتوفيرِ ما يلزمُهُ من أدواتٍ ومُعداتٍ تعينُهُ على المنافسةِ بقوة مع  المشاركين الآخرين في المسابقة.
يقول أمين عواد مدير التربية والتعليم في محافظة سلفيت إن وزارة التربية ممثلة بالوزير صبري صيدم تدعم كل المبادرات الريادية، كوننا نسير في منهجية "رقمنة التعليم"، ومن هنا جاء الدعم للأستاذ شقير".
وأضاف "الأستاذ شقير ومعه معلمة أخرى من محافظة سلفيت، يلقون كل الدعم والتسهيلات، سواء على صعيد ما يلزمهم من أدوات ومعدات، وكذلك على صعيد التنقل بحرية والدوام والمغادرة والخروج على وسائل الإعلام".
وكانت فلسطين من خلالِ المعلمةِ حنان الحروب قد فازت مؤخراً بجائزةِ أفضلِ معلمٍ على مستوى العالم. كما فازت مدرسة طلائع الأمل قبل عدة أيام بجائزة أفضل مدرسة على مستوى العالم العربي في مسابقة "تحدي القراءة".


التعليم الالكتروني.. "شقير" على درب "الحروب"
التعليم الالكتروني.. "شقير" على درب "الحروب"

مواضيع ذات صلة

التعليم الالكتروني.. "شقير" على درب "الحروب"
4/ 5
Oleh

إشترك بنشرة المواضيع

.اشترك وكن أول من يعرف بمستجدات المواضيع المطروحة

نشكر لكم مشاركتكم ... سوف يتم نشرها بعد التحقيق