الثلاثاء، 30 يناير 2018

قصة جهاز طبي أشعل ثورة إلكترونية برفح!







بين عشية وضحاها، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي وبشكل غير مسبوق، بآلاف التغريدات والمنشورات، التي حملت توقيع هاشتاق "#الجهاز_ مش_ للنقل".

فالحملة العفوية الكبيرة جاءت بعد أن علم النشطاء والإعلاميون، بنية وزارة الصحة نقل جهاز طبي متطور، مخصص لفحص الدم للأطفال الخدج ممن يتواجدون داخل حضانة مستشفى الهلال الإماراتي للولادة غرب مدينة رفح، إلى مستشفيات مدينة غزة، معتبرين أن نقل الجهاز يمثل مزيداً من التمادي في الظلم الممارس منذ عقود ضد مدينة رفح، ويحرم المستشفى والأطفال من أهم جهاز طبي، ويفاقم معاناتهم.
تهميش مقصود
الصحافي والناشط بسام عبد الله، أكد أن ثمة شعور قديم حديث بتهميش مدينة رفح، وحرمان سكانها من أبسط حقوقهم الأساسية، حتى مستشفى ضروري لخدمة ربع مليون نسمة لم ين بنائه في رفح حتى الآن، رغم سيل من المناشدات والتحركات، موضحاً أن موضوع نقل الجهاز كان بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، وفجر ثورة الكترونية غير مسبوقة.
وأوضح عبد الله أنه بات وبما لا يدع مجال للشك مدى تعمد حرمان مدينة رفح حتى من ابسط الحقوق، ما دفع النشطاء للتعامل مع الأمر بتحدي، فقرار النقل لم يكن مبرر سوى حرمان رفح وأطفالها الخدج من جهاز حديث وصل تبرع للمستشفى الإماراتي، لذلك وجب التحرك على كل المستويات.

ولفت إلى أن الحراك كان أكبر من أن يجابهه أي مسؤول، وشمل كل النشطاء على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم، فبعد أقل من 48 ساعة أبلغنا بالعدول عن قرار النقل، وبقاء الجهاز في المستشفى، وهذا يعد انتصار كبير، يجب أن يبنى عليه لما فيه صالح رفح وأهلها.
وناشد عبد الله النشطاء باستمرار التحرك من أجل منح مدينة رفح حقوقها كاملة، وفي مقدمتها إنشاء مستشفى يليق بأبنائها وتضحياتهم، ويخفف من معاناتهم الناجمة عن التوجه لمستشفيات خارج المحافظة طلبا للعلاج، لاسيما وأن مستشفى النجار وهو في الأصل عيادة رعاية أولية، صغير ويفتقر للأقسام والكوادر الطبية اللازمة.
وقال عبد الله: سنعمل بقوة لبناء مستشفى يليق بهذه المحافظة التي قدمت الشهداء.. فرفح يوجد بها خيرة الأطباء والذين يم نقلهم بين الفينة والأخرى لمستشفيات القطاع، فالأجدر أن يبقوا هؤلاء في محافظتهم لخدمتها.

ثورة ناجحة
أما الإعلامية أمل بريكة فتقول: صدمنا بقرار من وزارة الصحة بغزة تطالب المستشفى الإماراتي برفح باسترجاع جهاز حديث يعمل بتقنيات متطورة، مستشفى رفح بحاجة إليه، وأطفال المدينة المهمشة هم أكثر احتياج من غيرهم.

وتساءلت بريكة لماذا يتم التعامل مع رفح بهذا الشكل، فالمدينة التاريخية الصامدة ليست نبتة شيطانية في قطاع غزة، إلى متى ستبقى مسلوبة الحقوق؟.

وأشارت بريكة إلى أن موضوع نقل الجهاز ما هو إلا حلقة من حلقات الظلم الممارس ضد رفح في كل المجالات، فرغم أنها مدينة حدودية على أرضها المعبر رفح ومعبر كرم أبو سالم، وفيها المطار، إلا أنها الأكثر تهميشا، والأقل من حيث تلقي الخدمات ووجود المؤسسات، لذلك كان موضوع نقل الجهاز سببا في تفجر ثورة الكترونية.
وشددت بريكة على ضرورة أن يتحرك كل النشطاء في رفح ليطالبوا بكل حقوقها، سواء في إقامة مستشفى كبيرة، أو مؤسسات، وأن تحظى بحقها في مشروعات البنية التحتية وتطوير المخيمات والأحياء.

أما رئيس مجلس إدارة ملتقى إعلاميات الجنوب ليلى المدلل، فأكدت أنه الأجدر بوزارة الصحة الاهتمام بحياة الناس جميعاً كبار وصغار، وأن وتسعى لتوفير مستشفيات مجهزة في كل محافظات قطاع غزة، بما في ذلك رفح، التي حرمت ولا تزال تحرم من هذا الحق، وعليا بدل من أن تسعى لنقل جهاز طبي، أن تتحرك لجلب آخر، ليكون في القطاع جهازان وليس واحد.

وقالت المدلل، بقرار نقل الجهاز يتضح جليا أن رفح تتعرض للاضطهاد والسلب العلني لحقوقها للمرة الألف.

والجهاز المذكور هو جهاز حديث ومتطور، يستخدم لفحص غازات الدم لدى الأطفال الخدج، وقد تبرعت به إحدى المؤسسات الدولية للمستشفى الإماراتي برفح قبل مدة، ونقله يعني إرسال عينات دم بصورة يومية إلى مستشفيات خارج رفح، وانتظار وصول النتائج، وهذا قد يهدد حياة الأطفال الخدج.

وكان رئيس بلدية رفح صبحي أبو رضوان قال: إنه وعلى إثر ما تردد حول نية وزارة الصحة نقل جهاز فحص غازات الدم من المستشفى الإماراتي، وبعد التواصل مع الوزارة، فقد قررت الأخيرة إعادة النظر في نقله بعد أن تفهمت حاجة رفح لجهاز المذكور.

مواضيع ذات صلة

قصة جهاز طبي أشعل ثورة إلكترونية برفح!
4/ 5
Oleh

إشترك بنشرة المواضيع

.اشترك وكن أول من يعرف بمستجدات المواضيع المطروحة

نشكر لكم مشاركتكم ... سوف يتم نشرها بعد التحقيق